جهلة يقال لهم علماء
يمنات
نجيب صالح أحمد
ما أن يسمع كلمة (علماء) إلا وانصرف ذهنه لعلماء الدين..!
هكذا علموهم وغرسوها في عقولهم..!
لكن علماء الطب والهندسة والفضاء والصناعة والأختراع في عقليته شيء ثانوي..!!
العجيب أنه مازال يصر على أن علماء الدين إن وجدوا فالبضرورة أن يوجد الصنف الآخر فهم أساس التقدم والصناعة والأنطلاق في مصاف الدول الحضارية القوية..!!
يقول ذلك: وهو ـ مثلا ـ يدرس سبع سنوات في الخارج ويحضر دراسته العليا في فقه الطهارة مثلا وهو يعجز عن إصلاح حنفية تالفة في بيته..! أما مجرد صناعة تلك الحنفية والتي كانت بدعة عند علماء الحفظ والتلقي والتلقين يوم ظهورها تم صارت منهجا وطريقة ومذهبا منسوبا لها أي للحنفية، فهي غائبة عن باله مغيبة تماما في منهجية توجهه وفكره الذي أراد له أن يصبح عالما آليا يسجل ويحفظ ويخزن ثقافة النص بالتلقي والتلقين وينقل من كتب لأخرى وبدعم سياسي التوجه غالبا..!
مازال يتغنى بأن العلماء هم ورثة الانبياء في الجانب الشرعي أو الفقهي فقط وبتركيز يكاد يكون مطلقا أهدر الكثير من الوقت والجهد والمال تم خرج بمخرجات صفرية الأثمار، تختلف مع بعضها أيدلوجيا حد الموت والاقتتال إذا ما توفرت الفرصة لذلك..!
مازال صاحب الفضيلة العالم ـ قدس الله سره وجهره ـ غير معترف ربما بأن فقهاء الدين قد لا يشكلون ( 5% ) من مدلول كلمة (علماء) والذين عليهم مناط التكليف في عمارة الأرض وبناء الانسان وتوفير الخدمات له وفق سنن كونية تعني التفكير والاعمار والبناء والأخذ بأسباب القوة قدر المستطاع في إطار روحي ديني قيمي وأخلاقي..!
كثر الفقهاء والمحدثون والحفاظ والمفكرون الاسلامييون والذين ما خرجوا بفكرة واحدة صناعية أو مخلصة للأمة مما هي فيه. وكثرت رسائلهم وكتبهم ومصنفاتهم التي تملأ أرفف المكتبات بينما لا تكاد تجد ربما مبحثا علميا تجريبيا واحدا يتحدث مثلا عن كيفية صناعة الطابعة التي طبعت تلك الكتب والمصنفات أو حتى القلم الذي كتبت به تلك الرسائل..! والذين يستوردنها من الخارج وعلى المدى..! فتفكيره الشرق أوسطي جعله هو العالم ومن يصنع هو العامل المصنع مما يعني أنه تحكم بتفكيره وشكله أيضا..!
وحين تتحدث عن ذلك قفز إلى الماضي لعجزه في الحاضر واستعرض لك أسماء عربية علمية كان لها حق السبق في الصناعة والعلم التجريبي عامة فيذكر مثلا: ( ابن سيناء ـ وابن النفيس ـ والكندي ـ والفارابي ـ والرازي ـ وجابر ابن حيان) ..الخ، مخفيا أن فقهاء (علماء) الدين آنذاك قد اتهموا أكثرهم بالزندقة والفسق بل وكفروا بعضهم منكرا أنهم علماء…!! بل وصل الأمر بالفتوى لاحراق كتبهم ورجمهم وبعضهم تم سجنه وضربه وقتله بفتوى صادرة عن رجال الدين آنذاك.
ولعل أشهر فتوى صدرت من (ابن تيمية) بتكفير من يتعلم الكيمياء والفيزياء وعلم الطبيعة ( الأحياء)..!
ناهيكم عن أن أولئك العلماء لهم حق السبق في تأسيس العنصرية والطبقية فقد بوب الحنابلة والمالكية والحنفية والشافعية أبوابا يحددون فيها أصحاب الحرف الدنيئة الحقيرة فاحتقروا مثلا لا حصرا، البواب والحداد والسائق (سائق الدابة) والحلاق والجراح والفراش والزبال والحجام والحفار والقطان …الخ باستدلات هشة وفكر ضيق عمل به مع الأسف للايمان المطلق بتلكم الشخصيات(العلماء) لا بما صدر عنها وإن كان مخلا بما أمر الله به من المساواة ومعيار التكريم وفقا للتقوى والعمل الشريف
لا للمهنة الحرفية..!! ما خلف مفاهيم تراكمية خاطئة وآثمة مازالت تتوارثها الأجيال بفوقية واستعلاء مشبعة بالكراهية والأختلافات الدامية أو الباكية المبكية.
وها هي اليوم هيئة جهلاء وعملاء السعودية المتماهية مع التطبيع مع اسرائيل تخرج آخر ابتكاراتها العلمية ببيانها المشؤوم الذي يجعلهم جميعا لا يساوون حذاء مخترع مكبر الصوت والذي لطالما وقفوا أمامه يهدرون ويهذون بفتاويهم الضالة المضللة للأمة جمعاء!
طلاب الصين الذين يصنعون سنويا بطاريات الكشاف اليدوي والذين يجنون منها مئات المليارات سنويا فيفيدون ويستفيدون،
لهم العلماء الحق أمامكم أيها الجهلة الضالة عن علم ديني آلي الحفظ والتوجه والتوجيه.!